مهى موسى

المُعلِّمة الرئيسية للروضة الثانية

ترَعرَعتُ في قَريةٍ في شمال لبنان حَيثُ تسَنَّت لي الفرصة لأنغَمِس في الطبيعة وأنمو مُحاطةً بها. كانت الطبيعة في ذلك الوقت لا تُعطى الأهمية الكافية، وكان الأهل يُشجعون أطفالَهم على التفكير في مستقبلِهم المهني ومساراتِهم في الحياة بعيدًا عن عالم الطبيعة.

غادرتُ القرية لِأتلقّى التعليم الجامعي في بيروت، حَيثُ حصلْت على بكالوريوس فنون اختصاص دراما. بعد أن عَمِلتُ لِفترة في المجال المسرَحي، انتقلتُ للعمل كَمُدرِّسة دراما في مدرسة الحريري الثالثة.

قضاء ذلك الوقت مع الأطفال الصّغار جَعَلني أُفكِّر أكثر بتجرُبَتي في عُمر الطفولة، وشَجَّعني على الدخول في عالَم التعليم في مرحلة الطفولة المُبكِرة. دَفعَني ذلك لأن أحصُل على دِبلوم التعليم من الجامعة الأميركية في بيروت، ثم ماجستير في الدراما في التعليم من جامعة ترينيتي في دُبلِن.

كان دائِمًا الدّافِع الأوّل في رِحلتي أن أُنشِئ بيئة تعليمية عفَويَّة ينمو الأطفال فيها ويزدَهِرون. عندما كنت أُجري البحوث لأكتُب أطروحَتي، تعرَّضتُ لِمَفهوم مدارِس الغابة، وسُرعانَ ما أَصبَحَ حُلمي أن أُعلِّم فيها.

علَّمتُ في المدرسة الأهليّة، ومدرسة ”ويل سبرينغ“، ومدرسة الجالية الأمريكية ACS حيثُ تعرّفتُ على نموذج ريجيو إيميليا الذي تعلّمتُ من خلاله أن أمزِج بين الاستوديو والصفّ الدراسي فأصنَع بيئة للأطفال يستخدمون فيها لُغة الفنّ للتعبير عن أنفسهم بطريقتِهم الخاصة.
وكانت إحدى التجارُب الأكثر إلهامًا في رِحلَتي في التعليم عندما خَلَقت علاقة بين الاستوديو في الصف والطبيعة.

بَعدَ سِتّ سنوات من التعليم في ACS، اكتشفتُ حُرشنا، أوّل برنامج غابة في لبنان. انضممتُ إلى فريقِها الجميل وبدأت رِحلتي المشوِّقة للتعليم في الغابة.

بينما أفكّر في تجربتي في التعليم، أرى مدى تأثير الطلاب والمعلّمين والأطفال على حياة بعضهم البعض، وأرى قيمة هذا التأثير. أعتبِرُ نفسي مِن مؤيِّدي نماذج التعليم التي تنظر إلى عملية تعليم ونمو الطفل بشكل متكامِل. وأسعى لأن أصبِح قُدوة للأطفال أُشجِّعهم على البحث عن الترابُط وإيجاد دَورِهِم الشخصي في الوصول إلى عالمٍ أفضَل.