بدأ اهتمامي بالتعليم البديل والتعبير الإبداعي وأنا في مدينة نيويورك عندما كنت أعمَل مُخرِجة أفلام ومدرِّسة إنتاج إعلامي للشباب مع تركيز على العدالة الاجتماعية.
بين 1997 و2007، عَمِلت في عدة برامج ومنظمات لتعليم الفن في مدينة نيويورك حَيثُ كنت أُدرِّس إنتاج الفيديو للشباب، بما في ذلك في ”ريدلينز رايز آند شاين“ و“دريم يارد“ ومشروع ”غلوبال آكشن“، بالإضافة إلى ”البستان سيدز أوف كالتشر“ في فيلاديلفيا.
كان هناك تأثيرُ كبير للتعليم الشعبي على تجرُبتي وعلى النموذج التعليمي الذي أتّبعُه. يَنطلِق النموذج مِنَ التجرُبة التي يعيشُها المشارِكون في البرنامج التعليمي، ويهدِف إلى تمكين الأشخاص الذين يَشعُرون بالتّهميش الاجتماعي والسياسي مِن أن يَتَصوَّروا الواقع المُمكِن ويُساهموا في التغيير الاجتماعي.
في هذه الفترة، كُنتُ جزءًا من المجموعات الشعبية التي تَنشُر الوَعي حَول القضِيّة الفلسطينية. ومن الجهود التي بذلناها أنا ومجموعة من صُنّاع الأفلام، كان أوّل فيلم وثائقي أَخرَجتُه وهو ”حتى متى…“ الذي يَدور حَول قِصَص أربَع عائلات تعيش في مُخيَّم الدْهِيشِه في بيت لَحم.
في 2007، انتَقَلت إلى بيروت، حيثُ عمِلتُ مُدرِّسة إنتاج إعلامي للشباب في المُخيَّمات الفلسطينية، وأعطيتُ كورسات صناعة الأفلام الوثائقية في الجامعة اللبنانية الأميركية. كما عمِلتُ مع مركز الجنى (مركز الموارد العربي للفنون الشعبية) على مشروع تاريخ شفهي تشاركي حَول الحسّ الجماعي والتعاوني لدى نساء مخيّم عين الحلوة في جنوب لبنان. كان لهذا المشروع دورًا في إنتاج الفيلم الوثائقي ”مملكة النساء: عين الحلوة“ في عام 2020.
في 2013، عمِلتُ مع ”بدايات“ للفنون السمعية البصرية، حيثُ ساهَمتُ بإنشاء برنامج التدريب على صناعة الأفلام الوثائقية لصنّاع الأفلام السوريين والفلسطينيين واللبنانيين الناشئين، وشاركت فيه أيضًا كمُعلِّمة.
في 2018، وبعد اختفاء الآمال والطموحات التي استندت عليها ثَورات الربيع العربي ومظاهرات ”طُلعت ريحتكُن“ في لبنان، دخَلتُ في سلسلة من المحادَثات مع عائلات في دوائري كانت تَبحَث عن مساحة تعليمية يَشعُر فيها أطفالُهم بالحُرّية والفرح والرعاية. وكان مِحوَر اهتمامِنا النموذج التعليمي لمدارس الغابات.
بين 2018 و2019، التحقتُ ببرامِج تدريبية في عِدة مدارس غابة في إنكلترا وإسبانيا، بالإضافة إلى تدريب في إنكلترا على إدارة مدارس الغابة، وتدريب في أكاديمية للمدرّسين في حضانات الغابة في أميركا. وفي أكتوبر/تشرين الأول 2019، أسَّستُ برنامج الغابة ”حُرشنا“ في بيروت مع مجموعة من العائلات.
ترعرُعي مع البحر كان أوّل تجربة لي شعرتُ من خلالها بأنّي جزءٌ لا يتجزّأ من الكَون. وبينما كنتُ أنتقِل مِن أرضٍ لأُخرى ومِن هويّة لأُخرى، كان السّرد هو ما يُعطيني ثباتًا ويُغذّي روحي. ولاتزالُ رِحلَتي مِن السَّرد البَصَري السَّمَعي إلى السَّرد الشفَهي مع الأطفال في الغابة، تعزّزُ أحلامي وآمالي بالوصول إلى واقِعٍ أفضَل للعَيْش المُشترَك. مصدرُ فرحي هو أنّني جزء من مجموعة تعليمية مترابطة مع الأرض والطبيعة بشكلٍ هادِفٍ ومُستدام.
