قِصَّتنا

بِذْرَةُ الفِكْرة

كيف بدأنا

بدأَت حُرشنا مع مجموعة مِن المُعلِّمين والعائلات، جمَعَنا البحثُ عن أساليب وقِيَم بديلة في تربية الأطفال والأجيال القادمة.

المجموعة المؤسِّسة لحُرشنا هي مجموعة ناشِطة ضِمْن مُبادرات إبداعية وثقافيّة مُتنوعة في لبنان، وهي مُؤمِنة بِشدّة بالممارسة الفنية والمشارَكة المجتَمعية.

في عام 2018، أجرَينا سلسلة مِن المُحادثات بين بيروت وصيدا، حيث عرّفنا ”لين“ و ”إسماعيل“ من حديقة ”نُحيي الأرض“ المجتمَعية على مفهوم مدرسة الغابة، ممّا أثار اهتمامَنا وفضولَنا، فتواصَلنا مع ”ياسمين عيد صباغ“ التي كانت قد أسّسَت مدرسة Ses Milanes للغابة في إسبانيا.

في سبتمبر/أيلول من ذلك العام، اتّخَذ برامجُنا الخطوة الأولى الملموسة واتجهَت مؤسِّسة حُرشنا والمعلّمة الرئيسيّة فيه إلى إسبانيا، للتطوّع في مدرسة Ses Milanes للغابة والتعرّف على البرنامج عن قُرب.

في العام التالي، وَعِند عَودتِها إلى بيروت، انطلقت لبدء برنامج غابة مع العائلات التي كانت تتحدث معها في بيروت.

الخطوات الأولى: برنامج الأحد في الغابة

في العام 2019، نظّمْنا برنامج الأحد في الغابة مع أربع عائلات. كُنا مجموعةً متحمِّسة ومندفِعة، نُقيمُ البرنامج كل يومِ أَحدٍ في حُرش بيروت طوال شهرَيّ أيار وحزيران. جَلبَ البرنامج الكثير من الفرح وجميعُنا شَعَر بالتأثيرِ الإيجابي للبرنامج على الأطفال.

برنامج على مدار السنة الدراسية

تحدّثنا معًا خلال شهر حزيران عن التجربة التي خُضناها، واتخذنا القرار بأن نبدأ برنامج على مدارِ السنة الدراسية بحلول شهر تشرين الأول 2019. اتفقنا على أنّ الأمرَ يتطلّب جهدًا جماعيًّا، وعلَيه أجرَينا عدّة اجتماعات اتخَذنا خلالَها القرارات بشأن كل التفاصيل مِن أصغرِها مثل كيفية الدخول للحمام في الغابة، وحتى أكبرِها مثل العلاقة بين حُرشنا والبلدية. وفي 1 تشرين الأول من نفسِ السنة، قفزنا قفزةَ ثقة وبدأنا أولَ يومٍ لنا في برنامج حُرشنا.

السنة الأولى في حُرشنا

القوّة في المجموعة

في أكتوبر أو تشرين الأول 2019، بدأنا برنامج الغابة في حُرش بيروت بِمشاركة ثلاثةِ أطفال. وفي نهايةِ العام الدراسي، كانت مجموعتُنا قد كبرت لتضُم ثمانيةَ أطفال.

واجهنا تحدِّياتٍ متعدِّدة في عامِنا الأول، ولكنّنا استطَعنا التغلُّب عليها بفضل مساهمات وموارد مجموعة حُرشنا والداعمين لنا.

حُرش بيروت

كُنّا ملتزمين بأن نستمِر بإجراء برنامجِنا في حُرش بيروت لأنهُ أحد المساحات العامة الخضراء القليلة في قلبِ المدينة. ولكن كان علينا أن نحصل على إذْنِ من مُحافِظ بيروت، وهو الأمر الذي استغرق وقتًا طويلاً واستدعى جُهدًا كبيرًا.

أكّدنا وجودنا بلطف في المنطقة وأصبحنا وجوهًا مألوفة، نتفاعل يوميًا مع حُرّاس الحُرش من البلدية. وكان للأهل في مجموعتنا دورًا كبيرًا في تحسين علاقتنا بالمُحافِظ والبلدية.

الثَّورة: التضامن وإغلاق المدارس

في أوّل أسبوع من الثورة في بيروت التي بدأت في 17 أكتوبر أو تشرين الأول، كان أطفال ومعلِّمي حُرشنا يقضون يومَهُم في ساحة الشهداء يُساعدون في التنظيف ويقومون بالنشاطات الفنيّة.

بعدَ فترةٍ قصيرة، عُدنا إلى برنامجِنا المعتاد في حُرش بيروت كي نسمَح للأطفال بالشعور بالاستقرار على الرغم من التغييرات التي تحدث من حولَهم.

خلال هذهِ الفترة، بَدأنا باستقبال إخوة وأخوات الأطفال في حُرشنا بينما كانت مدارِسُهم قد أغلقت أبوابها بسبب الثَّورة.

الأزمة الاقتصادية: مجموعة العمل للشؤون المالية

في يناير أو كانون الثاني 2020، وتجاوُبًا مع الأزمة الاقتصادية، اتفقنا بشكل جماعي في حُرشنا بتغيير نموذج الرسوم إلى نموذج ”متدرِّج“ حيث تساهم كلُّ عائلة بحسب إمكانياتها. وبذلك، استطَعنا استيعاب العائلات المُتأثِّرة بالأزمة.

قُمنا بِتَشكيل مجموعة ”العمل للشؤون المالية“، وهي مجموعة مكوّنة من بعض الأهالي تعمَل بشكل وثيق مع إدارة حُرشنا لتطوير نموذج ”رسوم التسجيل المتدرِّجة“ العادِل الذي يتكَيَّف مع الظروف المتغيِّرة.

بروتوكول الكورونا وغابة بعبدا

في مارس أو آذار 2020، تم إغلاق حُرش بيروت لمدة عامٍ كامِل بسبب الكورونا وتزامُناً مع قرارات الإغلاق العام.

عندما بدأَت إعادة الفَتح تدريجياً في مايو/أيار، عَقَدنا عدَّة اجتماعات توصَّلنا خلالها إلى ”بروتوكول كورونا“ الذي يسمح للأطفال والمعلِّمين بالعودة إلى الغابة بشكلٍ آمِن.

وبما أنّ حُرش بيروت كان لايزالُ مُغلقاً، كان المَوقِع البديل المُقترَح غابة بعبدا.

وفي يونيو أو حزيران 2020، عدنا لإكمال برنامجنا على الأرض في غابة بعبدا.

على مدى العام اللاحق خلال أزمة الكورونا، استطَعنا أن نَستمِر في برنامجِنا على الأرض بينما مُعظم المدارس اضطرَّت لأن تُطبِّق برامجَها أونلاين بشكلٍ كامِل أو جُزئي. وما ساعَدَنا بالاستمرار هو نموذج العمل التشاركي الذي نعتمِده وبروتوكول الكورونا الذي توصّلنا إليه معاً.