يُلوِّثُ قَصر البلاستيك البُحَيرة التي تَعيشُ فيها البَطة الصغيرة فَرْفورة. هل ستتمكن هِي وصِغارها أن يُنقِذوا بُحَيرتِهم؟
أثناء ثورة تشرين الأول/أكتوبر 2019، كان الأطفال يُردِّدون الهِتافات التي كانوا يَسمَعونَها في شوارِع بيروت. وكانوا يطرحون أسئلة مِن نوع: ”هَل يمكنك أن ترسِمي حكومَتَنا؟“ وأصبحوا يقتبسون الهِتاف ليُطالبوا برغبات طفولية بسيطة فَيَهتِفون ”الشعب يريد …“
كَتَبنا هذه القصة لِنَدعَم رَغبة الأطفال في فَهمِ ما يَدورُ حولَهم.
كان يا مكان بزمن من هالزمان
كان في بحّيرة زرقا حلوة مليانة شجر وورد من كل الألوان وكان عايش فيها مجموعة كبيرة من البط.
وبيوم من الأيام بتفقس بيضة،
كريك كراك كروك
ومنها بتخلق بطة امّورة اسمها فرفورة
وفرفورة بتخلق عندا بس اجر وحدة
وكل ما كبرت فرفورة لاقت انو هي ما فيها تركض متل باقي البطّات فصارت تعلم حالها تطير
كل يوم ترفرف بجوانحها شوي وتحاول
كل يوم ترفرف كل يوم شوي
وبيوم من الأيام طارت فرفورة وعلّت وعلّت وفرحتها غمرتها
صارت تطير وتعلّي، تطير وتعلّي
ضلت تطير لحتّى قطعت البحيرة وطلت على نهر عريض وواسع
الا وفجأة بتشوف قصر كبير
ومنه عم تطلع دخنة سودا
فوووو فوووو فوووو
بتقرّب فرفورة عل القصر وبتشوف بقلبه في مكنات كبيرة
وصوتها قوي كتير
جبجب جبجب جبجب
ومنها عم يطلع انابيب ضخمة عم تكب ماي لونها اسود
بقلب النهر
بتنقز فرفورة وبتصرخ
كواااك
بتسمعها البومة الحكيمة الختيارة
بتقرب لعندا وبتقلها:
”أي يا فرفورة، معك حق تنقزي، هيدا القصر، بقلبه فيه مكنات بتصّنع أشياء من البلاستيك، العاب، أكياس، أقلام، ومن وراه عم تتلوث سما غابتنا، وعم يتوسخ نهرنا، وبحيرتنا وعم بيصير في امراض بكل الغابة
انتي يا فرفورة خلقتي عندك اجر وحدة بس، من ورا قصر البلاستيك“
عصّبت فرفورة
كواااك كواااك!!
بس رجعت فكرت شوي وقالتلها للبومة الحكيمة:
”انا بعرف شو لازم اعمل“
ودّعتها، وشكرتها
ورجعت على البحيّرة
جمّعت كل البطّات وخبرتهن عن مغامراتها وعن القصر اللي بيعمل أشياء من البلاستيك وبيوسّخ الغابة.
عصّبوا البطّات لما سمعوا قصة فرفورة
كواك كواك !!
بس فكّروا شوي وقرروا يطلعوا على قصر البلاستيك ويحكوا مع ملك القصر
وهيك مشيوا البطّات
وفرفورة طاااايرة قدامن،
وضلن يمشوا ويمشوا يمشوا ويمشوا يمشوا ويمشوا
لحتى وصلوا على بوّابة قصر البلاستيك، وصاروا يصيحوا:
”كواك كواك واك كواك كواك واك واك
كواك كواك واك كواك كواك واك واك
نحنا البطات ما بدنا بلاستيك
نحنا البطات ما بدنا بلاستيك“
وفجأة بيطل الملك من ورا شباك القصر وبيطلع على هالبط اللي عم بتصرخ وبيتضحك عليهن. بيسكر شباكه وما بيرد عليهن
وهيك بلشوا البطّات يجمّعوا شقف بلاستيك مرمية حول القصر وصاروا يعبوا الانابيب فيها وضلوا يعبوا الانابيب لحتى سكّروا كل الانابيب وتعطلت المكنات
جوبجوب جوبجوب ججوووخخخخ،
وطارت فرفورة وعلّت وسكّرت المدخنة اللي كانت عم تطلّع دخنة سودا
وصارت الدخنة تفوت على قلب القصر
شيوشيوشيشوششش
وطلع الملك من القصر عم يسعل
”احو احو احو (يسعل)
طيب طيب يا بطات احو احو
خلص انا رح اتعاون معكن لحتى نلاقي حل للبلاستيك“
وهيك قرر الملك بمساعدة البومة الحكيمة انو يحولوا قصر البلاستيك لقصر بيعمل العاب من مواد طبيعية اغصان شجر، طين، ورق شجر، وصاروا البطات وحيوانات الغابة يسااعدوا الملك ليعمل العاب طبيعية
وهيك ومع مرور الأيام رجع نضف الهوا من الدخان
ونضف النهر من الماي السودا
وعاشوا الحيوانات بي بيئة نظيفة متل زمان.
وتوتة توتة خلصت هالحتوتة
هيدي حكايتنا حكيناها والكن عطيناها اذا حبيوتها احكوا