احتلَّت طُيور المَيْنة مَنازِل طُيور البُلبُل، وَلكِنّ بِمُساعدة طُيور العالَم الأُخرى، تقوم طيور البُلبُل بِدعوَة طُيور المَيْنة إلى تحدّي الرّقص.
هذه القصّة عن التضامُن والعدالة، وَهِي مُستوحاة مِن الحَرب على غزّة وجنوب لبنان.
الجملة الغنائية في القصة مأخوذة من أغنية ”عاليادي“ لِسُهيل خوري.
يمكنكم الاستماع إلى القصّة بالإنجليزية هنا.
ﻛﺎن ﯾﺎ ﻣﺎ ﻛﺎن، ﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﺣﯾواﻧﺎت ﺗﺣﻛﻲ، ﻛﺎن ﻓﻲ ﻋﺻﻔورة ﺑﻠﺑل ﺻﻐﯾرة اﺳﻣﮭﺎ ﺑوﻟﺑوﻟﯾﺗﺎ.
ﻋﺎﺷت ﺑوﻟﺑوﻟﯾﺗﺎ وﻋﺎﺋﻠﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﺣرش ﺑﯾروت ﻋﻠﻰ ﻣدار اﻟﺳﻧﺔ، ﺗﻣﺎﻣًﺎ ﻣﺗل ﻣﺎ ﻋﺎﺷوا ﺟدودھﺎ اﻟﺑﻼﺑل ﻋﻠﻰ ھذه اﻷرض ﻟﻣﺋﺎت اﻟﺳﻧﯾن.
ﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﮭﺎﺟر اﻟطﯾور وﺗوﺻل ﻋﻠﻰ اﻟﺣرش ﻓﻲ ﻓﺻل اﻟﺷﺗﺎء، ﻛﺎﻧوا اﻟﺑﻼﺑل ﯾﺳﺗﻘﺑﻠوھم ھﻧﻲ وﻋم ﯾﻣﯾﻠوا راﺳﮭن ﻣن ﻣﯾل ﻟﻣﯾل وﯾﻐﻧوا بأصواتن اﻟﻘوﯾﺔ.
ﻓﻲ ﯾوم رﺑﯾﻌﻲ داﻓﺊ، ﻗﻌدت ﺑوﻟﺑوﻟﯾﺗﺎ اﻟﺻﻐﯾرة ﻓﻲ ﻋﺷﮭﺎ ﻣﺧﺑﺎﯾﺔ ﺑﺄﻣﺎن ﻓﻲ ﺷﺟرة اﻟﻧﺧﯾل اﻟﺷﺎﺋﻛﺔ. هي ﻋم ﺗﺗطﻠﻊ ﻋﻠﻰ أﻣﮭﺎ وأﺑﯾﮭﺎ ﻋم ﯾﻧﻔﺷوا رﯾﺷﮭن وﯾﻧظﻔوا ﺑﻌﺿن ﺑﻣﺣﺑﺔ.
ﻓﺟﺄة، ﻋﻠﻰ ﺑﻌد ﻣﺳﺎﻓﺔ ﻗﺻﯾرة، ﯾطﯾر ﻗطﯾﻊ ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟطﯾور اﻟﺣﻠوة. آﻻف اﻟطﯾور اﻟﻘوﯾﺔ ﯾﻠﻠﻲ لما ﺗﺧﻔق ﺟﻧﺎﺣﺎﺗﮭﺎ ﺑﺗظﮭر ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﻘﻊ اﻟرﯾش اﻟﺑﯾﺿﺎ.
ھودي طﯾور اﻟﻣﯾﻧﺎ. ﺑﯾﺟو ﻣن أرض ﺑﻌﯾدة. اﺟو ﺗﯾﻌﯾﺷو ﺑﺣرش ﺑﯾروت. ﻻﺣظت ﺑوﻟﺑوﻟﯾﺗﺎ ﻋﯾوﻧﮭم اﻟﻣﺑطﻧﺔ ﺑﺎﻟﻠون اﻷﺻﻔر وﻛﻣﺎن اﻟرﯾش اﻷﺻﻔر ﯾﻠﻠﻲ ﻣﻐطﻰ ﺑطﻧﮭﺎ.
ﻣرﻗت اﻷﯾﺎم، وﻻﺣظت ﺑﻠﺑﻠﯾﺗﺎ ﻛﯾف طﯾور اﻟﻣﯾﻧﺎ ﺑﺗﻘﻠد اﻟطﯾور اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﯾﻠﻠﻲ ﺑﺗﻐﻧﻲ ﺑﺎﻟﺷﺟر. ﺑوﻟﺑوﯾﻠﯾﺗﺎ ﺗﻔﺎﺟﺄت ﻛﺗﯾر! وﻛﻣﺎن ﺻﺎرت ﺗﺳﻣﻊ اﻟﻌﺻﺎﻓﯾر واﻟطﯾور اﻟﻛﺑﺎر ﻋم ﺗﮭﻣس وﺗوﺷوش ﺑﺧوف، ﻷن ﻣن اﻟﻣﻌروف أن طﯾور اﻟﻣﯾﻧﺎ ﺑﺗﺳﺗوﻟﻲ ﻋﻠﻰ أﻋﺷﺎش اﻟطﯾور اﻟﺗﺎﻧﯾﺔ ﺑﯾوم ﻣن اﻷﯾﺎم، ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺑوﻟﺑوﻟﯾﺗﺎ ﻗﺎﻋدة ﺑﻌﺷﮭﺎ ﻣﺧﺑﺎﯾﺔ ﺑﺄﻣﺎن ﻓﻲ ﺷﺟرة اﻟﻧﺧﯾل اﻟﺷﺎﺋﻛﺔ وﻋم ﺗﻧﺗظر أﻣﮭﺎ وﺑﯾﺎ ﺗﯾﺟﯾﺑوﻟﮭﺎ ﺷوﯾﺔ ﻓرﯾز واﻟﻌﻧﺎﻛب واﻟﯾرﻗﺎت ﺗﺗﺗﻐدا. اﻗررت ﺗﺗﻣرن ﻋﻠﻰ اﻟطﯾران وﺻﺎرت ﺗرﻓرف ﺑﺟﻧﺎﺣﺎﺗﮭﺎ. ھﻲ وﻋم ﺗﺗدرب ﻋﻠﻰ اﻟطﯾران. ﻓﺟﺄة، ﺷﺎﻓت ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن طﯾور اﻟﻣﯾﻧﺎ ﻋم ﺗطﯾر ﺻوﺑﮭﺎ. ﻓﺗﺢ واﺣد ﻣن طﯾور اﻟﻣﯾﻧﺎ ﻣﻧﻘﺎره ﻟﺣﺗﻰ ﯾﻛﻣﺷﮭﺎ. ﯾﯾﻲ ﻻ! ﺷو ﺑدي أﻋﻣل؟! ﺑﺗﺻرخ ﺑوﻟﺑوﻟﯾﺗﺎ. ھﻲ ﺑﻌدا ﻋم ﺗﺗﻌﻠم اﻟطﯾران. ﻣﺷﺎن ھﯾك ھﻲ ﻛﺗﯾر ﺧﺎﯾﻔﺔ ﺗطﯾر وﺗبعد.
ﺑﯾﻘرّب اﻟﻣﯾﻧﺎ، وﺑﯾﻔﺗﺢ ﻣﻧﻘﺎره أﻛﺗر وأﻛﺗر وأﻛﺗر وﯾﺗﺟﮫ دﻏري ﺻوﺑﮭﺎ. ﻏﻣﺿت ﺑوﻟﺑوﻟﯾﺗﺎ ﻋﯾﻧﯾﮭﺎ وﻧطت ﻣن اﻟﻌش ﻣن اﻟﻌش ورﻓرﻓتHff… ﺑﺟﻧﺎﺣﯾﮭﺎ ﻗد ﻣﺎ ﺑﺗﻘدر. ﺻﺎرت ﺗﻘﺷط ﺗطﯾر وﺗرﻓرف وﺗرﻓرف ﻟﺣد ﻣﺎ طﺎرت ﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻌﻧد أﻣﮭﺎ وبيّا.
وبهالوقت ﻛﺎﻧت طﯾور اﻟﻣﯾﻧﺎ ﻋم ﺗﻧقر ﺑﯾت ﺑﻠﺑﻠﯾﺗا، بيك ﺑﯾك ﺑﯾك ﺣﺗﻰ كسرﺗﮫ. وﺑﻠﺷت طﯾور اﻟﻣﯾﻧﺎ ﺗﮭﺟم ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻼﺑل وﺗﺎﺧدﻟن ﺑﯾوﺗﮭن وأﻋﺷﺎﺷﮭم وﺗﺳﻛن ﻓﯾﮭﺎ. طﯾر اﻟﻣﯾﻧﺎ ﺑﯾﻌرف ﯾﺳﺗﻐل اﻟﻔرﺻﺔ وﺑﯾﻌرف ﯾﺣﻛﻲ ﻟﻐﺔ اﻟطﯾور اﻟﺑﺎﻗﯾﺔ، وﻋﻧده اﺟرﯾن ﻗواﯾﺎ ﺑﯾﻘدر ﯾﺳﺗﻌﻣﻠن تيهجم ﻋﻠﻰ ﻏﯾر طﯾور. اﻟﻣﯾﻧﺎ ﻓﺎﺟﺋوا اﻟﺑﻼﺑل وﺻﺎروا ﯾطﺎردوھم ﻣن ﺷﺟرة ﻟﺷﺟرة. ﺑﻠﺑﻠﯾﺗﺎ واﻟﺑﻼﺑل اﻟﺗﺎﻧﯾﯾن ﺟرّﺑوا ﯾﻘﺎوﻣوا وداﻓﻌوا عن ﺣﺎﻟن ﺑﻛل ﻗوﺗﮭم. ﺟرﺑوا ﻛﺗﯾر ﯾردو اﻟﻣﯾﻧﺎ ﻟﺑﻌﯾد. ﺻﺎروا ﯾﺎﺧدو ﺧطوة واﺣدة إﻟﻰ اﻷﻣﺎم، وﺧطوﺗﯾن إﻟﻰ اﻟوراء. ﺧطوة ﺗﺎﻧﯾﺔ ﻟﻘدام، ﺑﻌدﯾن ﺛﻼث ﺧطوات إﻟﻰ اﻟوراء. ﺧطوة ﻟﻘدام إﻟﻰ اﻷﻣﺎم وﺑﻌدﯾن أرﺑﻊ ﺧطوات إﻟﻰ اﻟوراء! ﺧطوة أﺧرى إﻟﻰ اﻷﻣﺎم ﺛم ﺧﻣس ﺧطوات إﻟﻰ اﻟوراء! ﻗوة اﻟﻣﯾﻧﺎ ﻛﺑﯾرة ﻟدرﺟﺔ أﻧﮫ ﺑﺎلآﺧر ﺻﺎرت ﻛل اﻟﺑﻼﺑل ﻣﺣﺻورة ﺑﺷﺟرة واﺣدة ﺑﻛل ﺣرش ﺑﯾروت. وﺻﺎرت ﻋﺎﯾﺷﺔ ﻓﯾﮭﺎ وھﻲ ﺷﺟرة اﻟﻔرﯾز اﻟﻘدﯾﻣﺔ. ﺑس ھﺎﻟﺷﺟرة منّا ﻛﺑﯾرة ﻛﻔﺎﯾﺔ ﻟﻛل اﻟﺑﻼﺑل. ﻣﺎ ﻋﺎد ﻓﯾﮭﺎ ﻣﺳﺎﺣﺔ ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﺑﻼﺑل تَيِبنوا أﻋﺷﺎﺷﮭم وﯾرﺑوا ﺻﻐﺎرھم ﺣﺗﻰ اﻟﻔواﻛﮫ واﻟﺣﺷرات اﻟﻣوﺟودة ﺑﺎﻟﺷﺟرة ﻣﺎ ﻋﺎدت ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﻛل اﻟﺑﻼﺑل ﺗﯾﺎﻛﻠو. اﻟﺑﻼﺑل ﺻﺎرت ﻋﺎﯾﺷﺔ ﺑﻠزق ﺑﻌﺿﮭﺎ وﺑﺗﺗﺷﺎرك اﻷﻛل واﻟﻣﺳﻛن. وﻣﻊ اﻟوﻗت ﺻﺎرو ﺿﻌﺎف وﺗﻌﺑﺎﻧﯾن ﻟدرﺟﺔ إﻧﮫ ﺑﻠﺷوا ﯾﺗﺧﺎﻧﻘوا ﺑﯾن ﺑﻌض ﻟﺣﺗﻰ ﯾﻼﻗوا ﺷﻲ ﯾﺄﻛﻠوه أو ﻣﻛﺎن ﯾﻌﯾﺷوا وﯾرﺗﺎﺣوا ﻓﯾﮫ.
ﺷﺎﻓت اﻟطﯾور اﻟﺗﺎﻧﯾﺔ ﯾﻠﻠﻲ ﻋم ﯾﺻﯾر ﻣﻊ اﻟﺑﻼﺑل ﺑﺎﻟﺣرش. ﺑﻌض اﻟطﯾور ﺧﺎﻓت ﻛﺗﯾر ﻣن اﻟﻣﯾﻧﺎ ﻟدرﺟﺔ أﻧﮭﺎ ﻣﺎ ﻋﻣﻠت ﺷﯾﺊ. وﺑﻌض اﻟطﯾور ﺻﺎر ﺑدھﺎ ﺗﺻﯾر ﺗﺻﯾر ﻣﺛل اﻟﻣﯾﻧﺎ وﺗﻧﺿم لإﻟﮭﺎ ﺑﻣطﺎردة اﻟﺑﻼﺑل. وﺣﺳّت ﺑﻌض اﻟطﯾور ﺑِﯾَﻠﻠﻲ ﻋم ﯾﺣﺳوه اﻟﺑﻼﺑل. هنّي ﻋﺎرﻓﯾن وﻓﺎھﻣﯾن أﻧﮫ ﯾﻠﻠﻲ ﻋم ﯾﺻﯾر ﻣش ﻋدل وإﻧﮫ الأرض واﺳﻌﺔ وﻓﯾﮭﺎ أﻛل وﻣﺳﺎﺣﺔ ﻟﻠﻛل. وكمان ﻓﮭﻣوا إﻧﮫ ﯾوم ﻣن اﻷﯾﺎم ﻣﻣﻛن ﯾﺻﯾﺑن ﯾﻠﻠﻲ ﺻﺎر ﻣﻊ اﻟﺑﻼﺑل. ﻓﺻﺎروا ﺧﺎﯾﻔﯾن وﻏﺿﺑﺎﻧﯾن وﺑﻧﻔس اﻟوﻗت ﻗرروا ﯾﺳﺎﻋدوا اﻟﺑﻼبل.
ﺻﺎر اﻟﺣوام واﻟﻐرﺑﺎن ﯾﻠﻠﻲ ھﻧﻲ أﺻدﻗﺎء اﻟﺑﻼﺑل، ﯾﺣرﺳوا اﻟﺳﻣﺎء ﻓوق ﺷﺟرة اﻟﺑﻼﺑل اﻟوﺣﯾدة. ﻛل ﻣرة ﺑﯾﺷوﻓوا اﻟﻣﯾﻧﺎ ﺟﺎﯾﺔ، ﺑﯾطﯾروا ﺻوﺑﮭم ووﯾﺧﯾﻔوﻧﮭم . ﺳﺄل اﺑو اﻟﺣن ﻛﯾف ﻣﻣﻛن ﯾﺳﺎﻋد اﻟﺑﻠﺑل ﻛﯾف. واﻟﺑﻠﺑل ﺑﯾطﻠب ﻣﻧﮫ اﻧﮫ ﯾﺧﺑر ﻗﺻﺔ ﯾﻠﻠﻲ ﻋم ﯾﺻﯾر وﯾﻧﺷر اﻟﺧﺑر ﺑﻛل ﻣﻛﺎن ﺑﺎﻟﻌﺎﻟم. ﻟﮭﯾك ﺻﺎر ﻛل ﻣﺎ ﯾﮭﺎﺟروا طﯾور اﻟﻌﺎﻟم اﺑو اﻟﺣن ﻋﻠﻰ ﺑﻠدان ﺟدﯾدة ﺑﻔﺻل اﻟرﺑﯾﻊ، ﻛﺎﻧوا ﯾﺧﺑروا ﻗﺻﺔ اﻟﺑﻼﺑل ﻟﻛل طﯾور.
ﻟﻣﺎ اﺟﺎ ﻓﺻل اﻟﺧرﯾف، ﺻﺎر ﺷﻲء ﺳﺣري. اﻧﺗﻠت اﻟﺳﻣﺎء ﺑﺎﻟطﯾور ﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺷﻛﺎل واﻷﻟوان. طﺎروا ﻣن ﻛل رﻛن ﻣن أرﻛﺎن اﻷرض، ﻣن اﻟﻘرﯾب وﻣن ﺑﻌﯾد ﺣﺗﻰ وﺻﻠوا ﻋﻠﻰ ﺷﺟرة اﻟﺑﻼﺑل اﻟوﺣﯾدة ﻓﻲ ﺣرش ﺑﯾروت. ﻛﻠن اﺟو ﻟﻣﺳﺎﻋدة البلابل. اﺟﺎ اﻟﻠﻘﺎﻟق اﻻﺑﯾض اﻟطوﯾل واﻟﻧﺣﯾل ﻣن أﻓرﯾﻘﯾﺎ، واﺟﺎ اﻟﮭدھد ﻣﻊ رﯾﺷﺎت رأﺳﮫ اﻟﻔرﯾدة ﻣن آﺳﯾﺎ واﻷوز ﺑﻣﻧﺎﻗﯾرھم اﻟﻘوﯾﺔ وﻟﺳﺎﻧﺎﺗن اﻟﺣﺎدة ﻣﺗل اﻟﺳﻛﺎﻛﯾن ﻣن ﻛﻧدا. وھﻠق ﻟﻣﺎ ﺻﺎروا ﻛﺗﺎر ﺗﺟﻣﻌوا ﻛﻠن ﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﮭم ﻓﻌﻠﮫ. إﻧﮭم ﺻﺎﺧﺑون وﺻﺎﺧﺑون وﯾﺗوﺻﻠون إﻟﻰ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﻓﻛﺎر: ﯾﻘﺗرح اﻟﻠﻘﺎﻟق
أﻧﮭم ﯾرﻓرﻓون ﺑﺄﺟﻧﺣﺗﮭم اﻟﻘوﯾﺔ وﯾﻔﺟرون ﻣﯾﻧﺎس ﺑﻌﯾدا. ﯾﻘﺗرح اﻟﮭدود أﻧﮭم ﯾرﺷون راﺋﺣﺔ ﻛرﯾﮭﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ أﻧﺣﺎء أعشاش المينا. كانت تصرخ الطيور: ﻟﻧﻔﻌل ھذا، لنفعل ذاك! أﺧﯾرا، ﯾﻘﺗرح البلابل أن يدعوا المينا إلى تحدي الرقص. ”تحدي الرقص“ همس الطيور. ﺟﻣﯾﻌﮭم ﯾﺿﺣﻛون ﺑﺷدة! ﯾﺎ ﻟﮭﺎ ﻣن ﻓﻛرة راﺋﻌﺔ! ﻓﻲ اﻷﯾﺎم اﻟﺗﻲ ﺗﻠﻲ ﺑﻠﺑل، يعلّم البلابل الطيور اﻷﺧرى رﻗﺻﺔ اﻟدﺑﻛﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ. ﺑوﻟﺑوﻟﯾﺗﺎ راﻗﺻﺔ دﺑﻛﺔ راﺋﻌﺔ، وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أﻧﮭﺎ ﺻﻐﯾرة، إﻻ أﻧﮭﺎ ﺗﻌﻠم اﻟﺻﻘر واﻟﻠﻘﺎﻟق اﻟﻛﺑﯾرة ﻛﯾﻔﯾﺔ رﻗص اﻟدﺑﻛﺔ.
وﺑس ﻛﺎن اﻟﻛل ﻣﺳﺗﻌد، ﻋزﻣوا طﯾور اﻟﻣﯾﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺣدي اﻟرﻗص ﻋﻧد ﺷروق اﻟﺷﻣس ﺗﺎﻧﻲ ﯾوم اﻟﺻﺑﺢ ﺣد ﺷﺟرة اﻟﻔرﯾز اﻟﻘدﯾﻣﺔ. ﺗﺣدي رﻗص! ﻗﺎﻟوا اﻟﻣﯾﻧﺎ وﺻﺎروا ﯾﺿﺣﻛوا ﻛﺗﯾر. ﻣﺎ ﺣدى ﻓﻲ ﯾﮭزﻣﻧﺎ ﺑﺗﺣدي رﻗص. ﺗﺎﻧﻲ ﯾوم، ﻋﻧد ﺷروق اﻟﺷﻣس، وﺻﻠوا طﯾور ﻣﯾﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﺟرة اﻟﻔرﯾز. 1،2،3، وﺑﻠﺷت اﻟرﻗﺻﺔ. رﻗﺻوا اﻟﺑﻼﺑل ﺑﺎﻧﺳﺟﺎم ﺗﺎم ﻣﻊ اﺻدﻗﺎﺋن. رﻓﻌوا اﺻواﺗن أﺻواﺗﮭم ﺑﻘوة ﻟدرﺟﺔ أﻧﮫ ﺗردد ﺻداھﺎ وﯾن ﻣﺎ ﻛﺎن. وﺻﺎروا ﯾﺧﺑطو اﻷرض ﺑﻘوة ﻟدرﺟﺔ أﻧﮭﺎ ھزت ﺗﺣت اﺟرﯾﮭن:
عاليادي اليادي اليادي
محلى جبالك يا بلادي
محلى سهولك والغابات
والتلة والوادي
طﯾور اﻟﻣﯾﻧﺎ ﺗﻔﺎﺟﺋوا. ﺣﺎوﻟوا ﯾﺎﺧدو ﺧطوات ﻟﻘدام ﺑس ﺻﺎروا ﻛل ﻣﺎ ﯾﺎﺧدو ﺧطوة ﯾرﺟﻌوا وﺣدة ﻟورا. ﺧطوﺗﯾن ﻟﻘدام، ﺧطوﺗﯾن ﻟورا. ﺑﻌد ﺧطوة ﻟﻘدام، ﺛﻼث ﺧطوات إﻟﻰ الوراء. ﺧطوة ﻟﻘدام ﺑﺄرﺑﻊ ﺧطوت ﻟورا! آﺧر ﺧطوة ﻟﻘدام، رﺟﻌﺗﮭن ﺧﻣﺳﺔ ﺧطوات ﻟورا! ﺣﺗﻰ اﻧدﻓﻌوا ﻛﻠن لمدخل حرش ﺑﯾروت. جمع البلابل وأﺻدﻗﺎؤھم ﻛل ﻗوﺗﮭم وﺑﺻرﺧﺔ ﺳﻌﯾدة ﻋﺎﻟﯾﺔ دبكوا إﻟﻰ اﻷﻣﺎم. رﻓرﻓت المينا حتى ﺗﻌﺛر ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭم ﺧﺎرج الحرش وطاروا ﺑﻌﯾداً.
ﻓﻲ اﻟرﺑﯾﻊ اﻟﻣﻘﺑل، ﻛﺑرت ﺑوﻟﺑوﻟﯾﺗﺎ وﻟدﯾﮭﺎ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﮭﺎ. ﻓﻲ وﻗت اﻟﻧوم، ﺗﺣﺗﺿن ﺟﻣﯾﻊ أطﻔﺎﻟﮭﺎ اﻷرﺑﻌﺔ اﻟﺻﻐﺎر ﺣوﻟﮭﺎ وھﻲ ﺗﺣﻛﻲ ﻟﮭم ﻗﺻﺔ ﺗﺣدي اﻟدﺑﻛﺔ اﻟﻛﺑﯾر اﻟﻌظﯾم. ﻛﯾف اﺟﺗﻣﻌت ﻛل اﻟطﯾور ﻓﻲ اﻟرﻗص. وﻛﯾف أن اﻷرض واﺳﻌﺔ ووﻓﯾرة وﻛﺑﯾرة ﺑﻣﺎ ﯾﻛﻔﻲ ﻟﻠﺟﻣﯾﻊ. ﻓﮭﻣت اﻟﻔراخ اﻷرﺑﻌﺔ اﻟﺻﻐﺎر أن طﯾور البلبل ﺗﻠﺗﺻق ﺑﺑﻌﺿﮭﺎ اﻟﺑﻌض وﺗداﻓﻊ ﻋﻣﺎ ھو ﺻﺣﯾﺢ. ﻟﻘد ﻛﺎن اﻷﻣر ﻛذﻟك ﻣﻧذ وﻗت أﺳﻼﻓﮭم ﺣﺗﻰ ﯾوﻣﻧﺎ ھذا.